تمكنت الشرطة الوطنية الإسبانية من تفكيك شبكة من العائلات الأجنبية في محافظة تاراغونا، كانت تمرر أبناءها على أنهم قاصرون بلا أولياء بهدف تحميل الدولة مسؤولية رعايتهم والاستفادة من نظام الرعاية الاجتماعية المخصص لهم.
وحسب صحيفة “إل فارو”، فقد أسفرت العملية عن توقيف 30 شخصاً، من بينهم آباء وأمهات، بعضهم من أصول مغربية، وإعادة 22 قاصراً إلى أسرهم الأصلية بعد التحقق من أن ملفاتهم كانت مفبركة.، مضيفة أن هذا الاحتيال كبد خزائن الدولة الإسبانية أكثر من 1.58 مليون يورو، بعدما استفاد القاصرون المزعومون من الإيواء والتعليم والرعاية الصحية المجانية، فيما تشير التحقيقات إلى أن العائلات كانت تدخل أبناءها بتأشيرات سياحية قصيرة الأمد ثم تتخلى عنهم قرب مراكز الشرطة أو مؤسسات حماية الطفولة لتتكفل بهم السلطات.
وأكدت الشرطة أن الهدف من هذه الخطة لم يكن فقط تحميل الدولة تكاليف الرعاية، بل كذلك تسهيل الحصول لاحقا على تصاريح الإقامة القانونية عبر مساطر جمع الشمل، حيث تبين أن بعض الأسر كانت ميسورة الحال وتعود إلى بلدانها بعد ترك أبنائها، في حين فضلت أسر أخرى البقاء في إسبانيا والتواصل معهم هاتفيا.
ويواجه الموقوفون تهما ثقيلة تشمل التخلي عن الأطفال، وتسهيل الهجرة غير الشرعية، والاحتيال ضد الإدارة العمومية، علما أن التحقيقات مازالت جارية لتحديد الجنسيات الأخرى المتورطة وحصر الخسائر التي تكبّدتها الدولة جراء هذا المخطط الذي أعاد إلى الواجهة النقاش حول هشاشة نظام استقبال القاصرين الأجانب في إسبانيا.
